الذكاء الاصطناعي في التسويق - فرصة عظيمة أم خطر صامت

الذكاء الاصطناعي في التسويق… فرصة عظيمة أم خطر صامت؟ .. استكشف كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عالم التسويق، من صياغة المحتوى إلى تحليل البيانات والتواصل المباشر مع العملاء. تعرف على أحدث الترندات والتطورات في هذا المجال المتنامي.

علم التسويق

علاء الدين تنبكجي

4/9/2025

الذكاء الاصطناعي في التسويق
الذكاء الاصطناعي في التسويق

ماهو الذكاء الاصطناعي؟

هو نظام تقني يعتمد على مجموعة من المدخلات ليتم تحليلها باستخدام خوارزميات معقدة بهدف الحصول على مخرجات ذكية. رغم تمتع هذا النظام بالدقة إلا أنه يفتقر إلى الفهم العاطفي والروح البشرية.

في كل يوم نسمع عن تقدم جديد في الذكاء الاصطناعي وعن ترند من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي, وخصوصاً في عالم التسويق. أصبح الذكاء الاصطناعي يستخدم في صياغة المحتوى, تحليل البيانات, وحتى في التحدث المباشر مع العملاء. في تقرير CMO Survey في هذا الشهر, ذكرت الشركات فيه أن 17.2% من أعمالها التسويقية أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي, بزيادة 100% مقارنة بعام 2022, ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 44% خلال السنوات الثلاث القادمة. ناهيك عن استخدام المسوقين أصلاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي في عملهم.

لكن السؤال الأهم هنا .. هل هذا الشيء جديد؟ وهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر في مجال التسويق؟

نعم! الذكاء الاصطناعي يحقق نتائج باهرة .. ولكن!

لا يمكن أن ننكر أن الذكاء الاصطناعي ساعد الشركات على تحسين بعض المؤشرات: (حسب CMO Survey )

- رفع إنتاجية المبيعات بنسبة 8.6%

- تحسين رضا العملاء بنسبة 8.5%

- تقليل تكاليف التسويق بنسبة 10.8%

هذه الأرقام ممتازة ومؤثرة بشكل ايجابي مباشر على الشركات, وتعني أن الذكاء الاصطناعي قادر على احراز نتائج جيدة وتسريع العمليات التسويقية والانتاجية بأقل تكاليف. كل هذا جميل لكن إلى متى؟

المشكلة تبدأ عندما ننسى دور الإنسان

أنا شخصياً أرى أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مجرد أداة نستخدمها, لا عقل يتحكم بنا. التسويق في جوهره علم إنساني يعتمد على فهم المشاعر, السلوك, اللغة, الثقافة والحس. إن الذكاء الاصطناعي لا يملك أحاسيس أو يشعر, ولا يفهم السياق بشكل كامل, هو عبارة عن مدخلات وأداوات تحليلية ومن ثم تصنيع. ومهما تطور سيظل ينتج محتوى مناسب لكنه لن يكون ملهم.

وهنا المشكلة: الشركات التي تعتمد بشكل دائم على الذكاء الاصطناعي في التسويق, ستبدأ تدريجياً بفقدان صوتها وهويتها الخاصة. ستبدو لعملائها رسائل متكررة, باردة, وكأنها روبوت يتكلم. وسينعكس هذا سلباً على صورة الشركة وثقة العملاء بها. ومن المؤشرات الداعمة لهذا الرأيي حسب نفس التقرير فإن معدلات الاحتفاظ بالعملاء وقيمة العلامة التجارية وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال العاميين الماضيين.

على البشر القيادة .. والذكاء الاصطناعي الدعم

أنا على يقين بأن المدير التسويقي البشري وعناصر فريق التسويق لا يمكن إستبدالهم. الذكاء الاصطناعي ممتاز في تحليل البيانات, انشاء التقارير, أو حتى كتابة أفكار أولية لمحتوى معين. لكن من يضع الاستراتيجية؟ من يفهم العملاء, السوق, الثقافة أو المنافسين؟ من يصنع الإبداع الحقيقي؟ من يدير هذه البيانات ويراقب التغيرات التي تحدث؟ إنه الإنسان.

الدور الحقيقي للذكاء الاصطناعي هو الدعم لتوفير الوقت ليفكر الإنسان بشكل أعمق وأكثر تركيزاً وابداع. إذا استخدمت الشركات الذكاء الاصطناعي بالطريقة الصحيحة, فسيكون الذكاء الاصطناعي حليفاً داعماً. أما إذا تُرك ليتحدث عن الشركات ونيابة عن البشر فنحن أمام نسخ متشابهة من عدد كبير من شركات لا تحمل هوية.

وأخيراً .. علينا أن نوازن استخدامنا للذكاء الاصطناعي. فنحن اليوم أمام مفترق طرق. إما الأتمتة الكلية وسيطرة الروبوت ليكون الأداة الذكية التي تقود البشر و ليخسر التسويق روحه ونظرياته التي تغنينا في معرفتها من دراسة سلوك المستهلك وسايكالوجية الشراء. وإما أن يستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة ذكية يقودها بشر يفهمون جمهورهم ومشاعرهم ويحافظون على هوية شركتهم وشخصية العلامة التجارية الخاصة بهم.

الأسئلة الشائعة حول الذكاء الاصطناعي في التسويق

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل المسوّق البشري تماماً؟

لا، الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تسريع بعض المهام وتحليل البيانات، لكنه لا يستطيع فهم العوامل الإنسانية مثل المشاعر، الثقافة، والسياق. التسويق بحاجة إلى عقل بشري يقود ويوجه.

هل هناك مخاطر من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي؟

نعم. الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان الهوية التسويقية، وتكرار في المحتوى، وانطباع بارد لدى العملاء بأنهم يتعاملون مع آلة لا مع بشر.

كيف يمكن تحقيق التوازن بين الذكاء الاصطناعي والعنصر البشري في التسويق؟

من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة تساعد في المهام التكرارية والتحليلية، بينما يظل الإنسان هو من يضع الاستراتيجيات، ويبتكر المحتوى، ويقود رؤية العلامة التجارية.

ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي في علم التسويق؟

برأيي أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً أكبر في السنوات القادمة، لكن سيظل بحاجة إلى عقل بشري يوجهه. الشركات الذكية ستكون تلك التي تعرف كيف تستخدم الذكاء الاصطناعي بدون أن تفقد هويتها.

شاركنا تعليقك

عند إرسال تعليقك هنا، سيتم عرضه مع الرد على هذه الصفحة.

إقرأ المزيد